[سورة الأنعام (6) : آية 159]
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (159)
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ، قَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ: فَارَقُوا، بالألف هنا وَفِي سُورَةِ الرُّومِ، أَيْ: خَرَجُوا مِنْ دِينِهِمْ وَتَرَكُوهُ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ: فَرَّقُوا مُشَدَّدًا، أَيْ: جَعَلُوا دِينَ اللَّهِ وَهُوَ وَاحِدٌ دِينَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْحَنِيفِيَّةَ أَدْيَانًا مُخْتَلِفَةً فَتَهَوَّدُ قَوْمٌ وَتَنَصَّرُ قَوْمٌ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
وَكانُوا شِيَعاً، أَيْ: صَارُوا فِرَقًا مُخْتَلِفَةً وَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فِي قَوْلِ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ وَالسُّدِّيِّ، وَقِيلَ:
هُمْ أَصْحَابُ الْبِدَعِ وَالشُّبُهَاتِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
«909» وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ: «يَا عَائِشَةُ إِنَّ الَّذِينَ فَارَقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا هُمْ أَصْحَابُ الْبِدَعِ، [وأصحاب الأهواء] [2] مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ» .
«910» حَدَّثَنَا أَبُو الفضل زياد بن محمد زِيَادٍ الْحَنَفِيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمد
وأخرجه ابن ماجه 4070 وابن حبان 1321 والطبري 14212 و14213 و14221 و14222 من طرق عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ به.
908- صحيح. أخرجه مسلم 158 والترمذي 3074 وأحمد (1/ 107) وأبو يعلى 6180 و6172 من طرق عن أبي حازم به.
وانظر «صحيح مسلم» 2947 في (الفتن. باب في بقية من أحاديث الدجال) و2901.
909- ضعيف. أخرجه الطبراني في «الصغير» 560 وأبو نعيم (4/ 138) والبيهقي في «الشعب» 7239، 7240 وابن الجوزي في «الواهيات» 209 من حديث عمر.
قال ابن الجوزي رحمه الله: لا يثبت، وبقية بن الوليد مدلس، والظاهر أنه سمعه من ضعيف فأسقطه اهـ.
وأعله الهيثمي في «المجمع» 896 بضعف بقية ومجالد اهـ.
وكرره الهيثمي 11008 من هذا الوجه عن عمر وقال: إسناده جيد.
ولعل ذلك إما من النساخ أو هو سبق قلم، فإنه من الطريق الذي أعلّه أولا.
والحديث ضعفه ابن كثير في «التفسير» (2/ 249) بقوله: غريب، ولا يصح رفعه اهـ.
وانظر «تفسير الشوكاني» 957. [.....]
910- حديث حسن، إسناده لين لأجل عبد الرحمن بن عمرو فإنه مقبول، لكن تابعه حجر بن حجر، وتابعهما ابن أبي بلال، وفي رواية: أبو بلال كما سيأتي. وبكل حال الحديث حسن بطرقه، ولأكثره شواهد.
وهو في «شرح السنة» 102 وفي «الأنوار» 1232 بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي 2676 وابن ماجه 44 والطحاوي في «المشكل» 1186 وابن أبي عاصم في «السنة» 54 والدارمي [1] ما بين المعقوفتين مستدرك من «مسند أحمد» . [2] في المطبوع وط «الشبهات» .
نام کتاب : تفسير البغوي - ط إحياء التراث نویسنده : البغوي، أبو محمد جلد : 2 صفحه : 175